الأربعاء، 29 يونيو 2016

ضعف حديث " اللهم أهله علينا باليُمن والإيمان"


الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله

أما بعد


قال أحمد في المسند 1397- حَدَّثَنَا أَبُو عَامِرٍ ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ سُفْيَانَ الْمَدِيِنِيُّ ، حَدَّثَنِي بِلالُ بْنُ يَحْيَى بْنِ طَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللهِ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ جَدِّهِ : أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ إِذَا رَأَى الْهِلالَ ، قَالَ : اللَّهُمَّ أَهِلَّهُ عَلَيْنَا بِالْيُمْنِ وَالإِيمَانِ ، وَالسَّلامَةِ وَالإِسْلامِ ، رَبِّي وَرَبُّكَ اللَّهُ.

فيه سليمان بن سفيان
قال الذهبي في ميزان الاعتدال : قال ابن معين: ليس بشئ.
وقال - مرة: ليس بثقة. وكذا قال النسائي.
وقال أبو حاتم والدارقطني: ضعيف.اهـ 

قال علي بن المديني : روى أحاديث منكرة .

قال ابن أبي حاتم : سألت أبا زرعة عنه فقال : منكر الحديث .

قال العقيلي بعد استنكاره على سليمان بن سفيان : ولا يتابع عليه إلا من جهة تقاربه في الضعف , وفي الدعاء لرؤية الهلال أحاديث , كان هذا عندي من أصلحها إسنادا , كلها لينة الأسانيد .اهـ


قال الطبراني في الدعاء 907 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ أَبُو عُبَيْدَةَ الْعَسْكَرِيُّ، ثنا سَيْفُ بْنُ مِسْكِينٍ الْأُسْوَارِيُّ، ثنا الْعَلَاءُ بْنُ زِيَادٍ، عَنْ أَنَسِ  بْنِ مَالِكٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا نَظَرَ إِلَى الْهِلَالِ قَالَ: « هِلَالُ خَيْرٍ وَرُشْدٍ وَيُمْنٍ ثَلَاثًا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَكَ فَسَوَّاكَ فَعَدَلَكَ، وَجَعَلَكَ آيَةً لِلْعَالَمِينَ، اللَّهُمَّ أَهِلَّهُ عَلَيْنَا بِالْأَمْنِ وَالْإِيمَانِ وَالسَّلَامَةِ »

فيه عبدالوارث بن إبراهيم لم أجد أحداًً تكلم فيه إلا الهيثمي قال : لم أعرفه .

وسيف بن مسكين الأسواري 

جاء في موسوعة أقوال الدارقطني في الرجال أنه قال عنه : ليس بالقوي . 


قال الذهبي في ميزان الاعتدال 3640 - سيف بن مسكين. عن سعيد بن أبى عروبة، شيخ بصرى، يأتي بالمقلوبات والاشياء الموضوعة.
قاله ابن حبان.


وقال البيهقي في الدعوات الكبير : 519 - أَخْبَرنا أبو القاسم عبد الرحمن بن عبيد الله بن عبد الله الحرفي ببغداد حَدَّثَنا أبو بكر محمد بن الحَسَن المقرئ النقاش حَدَّثَنا أبو مساور حَدَّثَنا سعيد بن سليمان، عن عبد الرحمن بن عثمان، عن أبيه وعمه، عن ابن عمر رضي الله عنهما، قال: كان رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، إذا رأى الهلال قال: الله أكبر اللهم أهله علينا بالأمن والإيمان، والسلامة والإسلام، والتوفيق لما تحب وترضى , ربنا وربك الله.

فيه عبد الرحمن بن عثمان بن إبراهيم , قال ابن أبي حاتم : سَألتُ أبي عنه، فَقال: هو ضعيف الحديث يهولني كثرة ما يسند.

فالحديث بهذه الطرق الواهية لا يرقى بمجموعها إلى أن يكون لا صحيحاً ولا حتى حسناً .



وقد ذكر ابن أبي شيبة رحمه الله في المصنف آثاراً عن السلف فيما كانوا يقولونه عند رؤية الهلال , ومنها :


9823- حَدَّثَنَا فُضَيْلُ بْنُ عِيَاضٍ ، عَنْ مَنْصُورٍ ، عَنْ إبْرَاهِيمَ ، قَالَ : إذَا رَأَيْت الْهِلاَلَ فَقُلْ : رَبِّي وَرَبُّك اللَّهُ.

9824- حَدَّثَنَا شَرِيكٌ ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ ، أَنَّ عَلِيًّا كَانَ يَقُولُ إذَا رَأَى الْهِلاَلَ : اللَّهُمَّ ارْزُقْنَا نَصْرَهُ وَخَيْرَهُ وَبَرَكَتَهُ وَفَتْحَهُ وَنُورَهُ ، نَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّهِ وَشَرِّ مَا بَعْدَهُ.
(قلت : فيه انقطاع بين علي رضي الله عنه وأبو إسحاق وقد رآه)


9831- حَدَّثَنَا يَعْلَى ، قَالَ : حدَّثَنَا حَجَّاجُ بْنُ دِينَارٍ ، عَنْ مَنْصُورٍ ، عَنْ مُجَاهِدٍ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ؛ أَنَّهُ كَرِهَ أَنْ يَنْتَصِبَ لِلْهِلاَلِ ، وَلَكِنْ يَعْتَرِضُ  وَيَقُولُ : اللَّهُ أَكْبَرُ ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي ذَهَبَ بِهِلاَلِ كَذَا وَكَذَا ، وَجَاءَ بِهِلاَلِ كَذَا وَكَذَا.

والله أعلم 


ومن باب الاسئناس : روى أبو داود أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- كَانَ إِذَا رَأَى الْهِلاَلَ صَرَفَ وَجْهَهُ عَنْهُ.

ثم قَالَ أَبُو دَاوُدَ لَيْسَ عَنِ النَّبِىِّ -صلى الله عليه وسلم- فِى هَذَا الْبَابِ حَدِيثٌ مُسْنَدٌ صَحِيحٌ .اهـ (1)

فلعله يقصد كل ما روي في هذا الباب حتى حديثنا

هذا وصل اللهم وسلم على سيدنا محمد 


ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


(1) مستفاد من الأخ المحب مأمون الشامي




أتممته بحمد الله ؛ يوم الثلاثاء الموافق 23 رمضان 1437هـ
بعد صلاة الفجر

السبت، 25 يونيو 2016

ضعف حديث " نهى أن يوطن الرجل المقام كما يوطن البعير "

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن اتبع هداه 

أما بعد:


قال أحمد في المسند (15532) 15617- حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ ، عَنْ عَبْدِ الْحَمِيدِ ، قَالَ : حَدَّثَنِي أَبِي ، عَنْ تَمِيمِ بْنِ مَحْمُودٍ ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ شِبْلٍ ، قَالَ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَنْهَى عَنْ ثَلاَثٍ : عَنْ نَقْرَةِ الْغُرَابِ ، وَعَنْ افْتِرَاشِ السَّبُعِ ، وَأَنْ يُوطِنَ الرَّجُلُ الْمَقَامَ كَمَا يُوطِنُ الْبَعِيرُ.


يوطن : اي يلتزم مكاناً معيناً في المسجد لايُصلي الا فيه.






فيه تميم بن محمود . قال البخاري: في حديثه نظر.

قال المزي في تهذيب الكمال : وَقَال أبو أحمد بْن عدي: ليس لَهُ فِي الحديث، إلا عَنْ عبد الرحمن بْن شبل، وعبد الرحمن لهُ صُحبَةٌ، وله حديثان أو ثلاثة.
روى له أَبُو دَاوُدَ، والنَّسَائي، وابن مَاجَهْ هَذَا الْحَدِيث الواحد.اهـ

قال العقيلي في الضعفاء بعد روايته الحديث من هذا الطريق : ولا يتابع عليه .اهـ

غير أن في السلسلة الصحيحة ذكر له إسنادا آخر وهو

ما رواه أحمد أيضا , قال (23758) 24159- حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ ، أَخْبَرَنَا عُثْمَانُ الْبَتِّيُّ ، عَنْ عَبْدِ الْحَمِيدِ بْنِ سَلَمَةَ ، عَنْ أَبِيهِ ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَهَى عَنْ نَقْرَةِ الْغُرَابِ ، وَعَنْ فَرْشَةِ السَّبُعِ ، وَأَنْ يُوطِنَ الرَّجُلُ مَقَامَهُ فِي الصَّلاَةِ كَمَا يُوطِنُ الْبَعِيرُ.

وفيه عبدالحميد بن سلمة , قال الذهبي في ميزان الاعتدال : لا يُعرف .اهـ

تهذيب التهذيب : وروى الدارقطني حديثا من طريقه وقال عبدالحميد ابن سلمة وأبوه وجده لا يعرفون .اهـ

قلت : والظاهر أنه مجهول عين (كما في اصطلاح المتأخرين )

وليس للحديث غير هذين الطريقين إذا الحديث لا يصح أبدا والحال هذه 



وقال ابن أبي شيبة في المصنف : 

323- من رخص أَنْ يُصَلِّيَ فِي مَوْضِعٍ وَاحِدٍ.

5018- حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ ، عَنْ عُمَرَ بْنِ نَبِيهٍ ، عَنْ جُمْهَانَ ، قَالَ : رَأَيْتُ سَعْدًا جَاءَ مِرَارًا وَالنَّاسُ فِي الصَّلاَة ، فَمَشَى بَيْنَ الصَّفِّ وَالْجِدَارِ حَتَّى انْتَهَى إلَى مُصَلاَّهُ ، وَكَانَ يُصَلِّي عِنْدَ الاسْطُوَانَةِ الْخَامِسَةِ.

5019- حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ أَبِي يَزِيدَ ، قَالَ : رَأَيْتُ الْمِسْوَرَ بْنَ مَخْرَمَةَ بَعْدَ مَا تُقَامُ الصَّلاَةُ يَتَخَلَّلُ الصُّفُوفَ حَتَّى يَنْتَهِيَ إلَى الثَّانِي ، أَوِ الأَوَّلِ.

5020- حَدَّثَنَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ صَالِحٍ التَّمَّارِ ، قَالَ : رَأَيْتُ الْقَاسِمَ بْنَ مُحَمَّدٍ يَلْزَمُ مُصَلًّى وَاحِدًا فِي الْمَسْجِدِ يُصَلِّي فِيهِ ، وَلاَ يُصَلِّي فِي غَيْرِهِ ، وَرَأَيْت سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيَّبِ يَفْعَلُ ذَلِكَ.

وقد بوّب قبلها فيمن كره ذلك 



وأخيرا قال البخاري رحمه الله في صحيحه : 502 - حَدَّثَنَا الْمَكِّيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ أَبِي عُبَيْدٍ قَالَ كُنْتُ آتِي مَعَ سَلَمَةَ بْنِ الْأَكْوَعِ فَيُصَلِّي عِنْدَ الْأُسْطُوَانَةِ الَّتِي عِنْدَ الْمُصْحَفِ فَقُلْتُ يَا أَبَا مُسْلِمٍ أَرَاكَ تَتَحَرَّى الصَّلَاةَ عِنْدَ هَذِهِ الْأُسْطُوَانَةِ قَالَ فَإِنِّي رَأَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَتَحَرَّى الصَّلَاةَ عِنْدَهَا .

هذا وصل اللهم وسلم على سيدنا محمد



ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

تم اتمامه في ١٩ رمضان من العام ١٤٣٧ ھ 
بعد صلاة التراويح