الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن اتبع هداه
أما بعد
قال الدكتور عبدالعزيز الريس سدده الله :
هل الأشاعرة كفار ؟
يقال جوابا على هذا السؤال : إن العلماء علماء السنة مجمعون على أن الأشاعرة مبتدعة ضلال وكلام أئمة السنة في ذلك كثير للغاية ؛ لأنهم خالفوا أهل السنة في أشياء كثيرة من الاعتقاد في كليات كثيرة , فهم لا يثبتون علو الله سبحانه ولا يثبتون الكلام الحقيقي ولازم قولهم عدم إثبات الرؤية لأنهم يقولون : يرى إلى غير جهة إلى غير ذلك من الضلالات الكثيرة عند الأشاعرة وقد تقدم وبسطت الجواب في أحد الأجوبة السابقة عن ضلالات الأشاعرة
لكن الشائع عند أهل السنة والمعروف أنهم لا يكفرون الأشاعرة بل يرونهم مبتدعة ضلالا لأنهم متؤولون والتأويل مانع من التكفير , وقد حكى شيخ الإسلام رحمه الله تعالى كما في مجموع الفتاوى إجماع الصحابة على أن التأويل مانع من التكفير وحكى ابن حزم في كتاب الفصل إجماع الصحابة والتابعين ومن بعدهم على أن التأويل مانع من التكفير
فبسبب تأويل الأشاعرة فإنهم لا يكفرون وهذا هو الشائع عند أهل السنة وهو عدم تكفير الأشاعرة وإن كان وجد من بعض أهل السنة ولكن هذا القول قول مخالف لما هو شائع عند أهل السنة ولما هو معروف عند أهل السنة
فإذا الأشاعرة مبتدعة وقد توارد على ذلك أئمة السنة ؛ ولما رد ابن المبرد وهو ابن عبدالهادي المتأخر على ابن عساكر في كتابه جمع الجيوش والدساكر في الرد على ابن عساكر نقل عن الف عالم تبديع الأشاعرة , قال : ولو شئت لنقلت ذلك عن ألفي عالم بل عن عشرة آلا ف عالم وأكثر .
فكلام العلماء كثير في تبديعهم أما التكفير فقد تقدم أن الشائع والمعروف عند اهل السنة هو عدم تكفيرهم لأنهم متأولون فمن كفرهم فقد أخطأ .اهـ
قلت : يكمن خطأ الدكتور عبد العزيز سدده الله في أنه صوّر تكفير العلماء للأشاعرة بأنه مذهب نادر عند أهل السنة , وهذا ادعاء غير حقيقي البتة , بل هو مذهب كثير من علماء السنة , كما سنبيّن ذلك إن شاء الله
فأولا أذكر ما حضرني من كلام العلماء :
قال أبو إسماعيل الأنصاري في ذم الكلام : 1315 - ((ورأيت يحيى بن عمار ما لا أحصي من مرة على منبره يكفرهم ويلعنهم، ويشهد على أبي الحسن الأشعري بالزندقة، وكذلك رأيت عمر بن إبراهيم ومشائخنا)).
2- قال اللالكائي : ليس بحكاية ولا عبارة عن قرآن ، وهو قرآن واحد غير مخلوق وغير مجعول ومربوب ، بل هو صفة من صفات ذاته ، لم يزل به متكلما ، ومن قال غير هذا فهو كافر ضال مضل مبتدع مخالف لمذاهب السنة والجماعة .اهـ (1) شرح أصول اعتقاد أهل السنة 2/43
والعبارة مذهب الأشاعرة في كلام الله
3- وقال أبو إسحاق الدشتي : أنشدنا الحافظ أبو الفرج ثابت بن محمد أبي الفرج الشافعي المديني في كتابه , أنشدنا أبو عبدالله الحسين بن عبدالملك بن الحسين الأديب –فيما أظن- وكان من عيون أدباء البلد , وكان من المرضيين للإمام أبي طاهر مطيار بن أحمد الرستمي , الذي قال الحافظ محمد بن عبدالواحد الدقاق في حقه : ما رأيت رجلا قط خيرا منه في هجو أهل البدع ,قال :
لأشعرية ضلال زنادقة ...إخوان من عَبَدَ العُزَّى مع الَّلاتِ
بِرَبِّهِمْ كفروا جَهْراً وقولهُمُ ... إذا تدبرته أسوإ المقالات
ينفون ما أثبتوا عودا ببدئهم ... عقائد القوم من أوهى المحالات
الرفض والنصب والإرجاء صاحبها ... لاهٍ عن الله ملعون المقامات
من شبه الله بالمخلوق ليس له دين ... ولا هو من أهل الولاياتِ
الله نعرفه بالحد مستويان حياً ... على عرشه فوق السماوات
من خلقه بائن والخلق كلهم ... من دونه فوقهم رب البريات
من بعد ما يسترق الليل ينزل من ... عرش مجيد إلى الخضراء بالذات
يقول هل سائل يعطى وهل أحد ... يدعوا فيعتق من رِقِّ الجنايات
إلى تنفس ضوء الصبح ثمَّ علا ... كرسيه جلَّ من عال ومن آت .اهـ (2)
بِرَبِّهِمْ كفروا جَهْراً وقولهُمُ ... إذا تدبرته أسوإ المقالات
ينفون ما أثبتوا عودا ببدئهم ... عقائد القوم من أوهى المحالات
الرفض والنصب والإرجاء صاحبها ... لاهٍ عن الله ملعون المقامات
من شبه الله بالمخلوق ليس له دين ... ولا هو من أهل الولاياتِ
الله نعرفه بالحد مستويان حياً ... على عرشه فوق السماوات
من خلقه بائن والخلق كلهم ... من دونه فوقهم رب البريات
من بعد ما يسترق الليل ينزل من ... عرش مجيد إلى الخضراء بالذات
يقول هل سائل يعطى وهل أحد ... يدعوا فيعتق من رِقِّ الجنايات
إلى تنفس ضوء الصبح ثمَّ علا ... كرسيه جلَّ من عال ومن آت .اهـ (2)
4- وقال ابن قدامة المقدسي : وَهَذَا حَال هَؤُلَاءِ الْقَوْم لَا محَالة فهم زنادقة بِغَيْر شكّ فَإِنَّهُ لَا شكّ فِي أَنهم يظهرون تَعْظِيم الْمَصَاحِف إيهاما أَن فِيهَا الْقُرْآن ويعتقدون فِي الْبَاطِن أَنه لَيْسَ فِيهَا إِلَّا الْوَرق والمداد ويظهرون تَعْظِيم الْقُرْآن ويجتمعون لقرَاءَته فِي المحافل والأعرية ويعتقدون أَنه من تأليف جِبْرِيل وَعبارَته ويظهرون أَن مُوسَى سمع كَلَام الله من الله ثمَّ يَقُولُونَ لَيْسَ بِصَوْت .اهـ (3)
5- وقال ابن الحنبلي في رسالته : لتعلم أن هذه البدعة شر البدع لظهورها في آخر الزمان وانتشارها في فاسد البلدان وركوب دعاتها التمويه والمحال والكلام المزخرف وفي باطنه الكفر والضلال .اهـ (4)
6- وقال السجزي : وقال أبو محمّد بن كلاب ومن وافقه، والأشعري وغيرهم: "القرآن غير مخلوق، ومن قال بخلقه كافر إلا أن الله لا يتكلم بالعربية، ولا بغيرها من اللغات ولا يدخل كلامه النظم، والتأليف، والتعاقب، ولا يكون حرفاً ولا صوتاً , فقد بان بما قالوه أن القرآن الذي نفوا الخلق عنه ليس بعربي، وليس له أوّل ولا آخر ؛ ومنكر القرآن العربي وأنه كلام الله كافر بإجماع الفقهاء ومثبت قرآن لا أوّل له ولا آخر كافر بإجماعهم .اهـ (4)
7- وقال الشيخ عبدالرحمن بن حسن رحمه الله : فالأئمة من أهل السنة وأتباعهم لهم المصنفات المعروفة في الرد على هذه الطائفة الكافرة المعاندة، كشفوا فيها كل شبهة لهم، وبينوا فيها الحق الذي دل عليه كتاب الله وسنة رسوله، وما عليه سلف الأمة وأئمتها من كل إمام رواية ودراية.اهـ(6)
8- قال الشيخ عبدالله أبا بطين رحمه الله : مذهب الأشاعرة أن الإيمان مجرد التصديق ولا يدخلون فيه أعمال الجوارح .. وقد كفر جماعة من العلماء من أخرج العمل عن الإيمان .اهـ (7)
قلت ومن العلماء الذين نصوا على التكفير في هذا المذهب
أبو عبيد القاسم بن سلام رحمه الله حاكيا مذهب الجهمية : قالوا : الإيمان معرفة بالقلوب بالله وحده , وإن لم يكن هناك قول ولا عمل , وهذا منسلخ عندنا من قول أهل الملة الحنفية . اهـ (8)
قال حرب بن إسماعيل رحمه الله : حدثنا عبدالله بن محمد بن إسحاق الجزري , قال : سمعت وكيعا , قال : كانت المرجئة تقول : الإيمان قول .
فجاءت الجهمية , فقالت : الإيمان معرفة
قال عبدالله : وحدثني إسحاق بن حكيم أن وكيعا قال : وهذا عندنا كفر .
قال الخلال في السنة 974 - أَخْبَرَنِي حَرْبُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، قَالَ: سَمِعْتُ إِسْحَاقَ وَسَأَلَهُ رَجُلٌ، قَالَ: الرَّجُلُ يَقُولُ: أَنَا مُؤْمِنٌ حَقًّا؟ قَالَ: «هُوَ كَافِرٌ حَقًّا»
والإمام أحمد رحمه الله كذلك , ولكنني لم اجد نصّ كلامه فأكتفي بعزو ابن تيمية , قال رحمه الله : بل قد كفر أحمد بن حنبل ووكيع وغيرهما من قال بقول جهم فى الايمان الذى نصره أبو الحسن وهو عندهم شر من قول المرجئة .اهـ (9)
وقول الدكتور عبدالعزيز الريس سدده الله : ولما رد ابن المبرد وهو ابن عبدالهادي المتأخر على ابن عساكر في كتابه جمع الجيوش والدساكر في الرد على ابن عساكر نقل عن الف عالم تبديع الأشاعرة , قال : ولو شئت لنقلت ذلك عن ألفي عالم بل عن عشرة آلا ف عالم وأكثر .اهـ
يرد عليه أولا : بأن الوصف بالبدعة لا يعني عدم التكفير , فالبدعة معناها الإحداث في الدين بغض النظر عن كون الابتداع كفري أو فسقي , ولا نستطيع الجزم بقصده إلا إن صرح هو بذلك
ثانيا : ثم قد قال الأنصاري في ذم الكلام : 1295 - وسمعت أحمد بن حمزة وأبا علي الحداد يقولون:
((وجدنا أبا العباس أحمد بن محمد النهاوندي على الإنكار على أهل الكلام وتكفير الأشعرية. وذكرا عظم شأنه في الإنكار على أبي الفوارس القرماسيني وهجرانه إياه لحرف واحد)).
1296 - سمعت أحمد بن حمزة يقول:
((لما اشتد الهجران بين النهاوندي وأبي الفوارس سألوا أبا عبد الله الدينوري؛ فقال: لقيت ألف شيخ على ما عليه النهاوندي)).اهـ
قلت : هنا ينقل عن ألف شيخ تكفير الأشعرية !
ثم قول الدكتور عبدالعزيز سدده الله بأن المانع من تكفيرهم هو التأويل فـ :
أولا : الجهمية الأوائل التي اتفق السلف على تكفيرهم تأويلات الأشاعرة هي عين تأويلاتهم
قال شيخ الإسلام رحمه الله : وَهَذِهِ التَّأْوِيلَاتُ الْمَوْجُودَةُ الْيَوْمَ بِأَيْدِي النَّاسِ - مِثْلُ أَكْثَرِ التَّأْوِيلَاتِ الَّتِي ذَكَرَهَا أَبُو بَكْرِ بْنُ فورك فِي كِتَابِ التَّأْوِيلَاتِ وَذَكَرَهَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ الرَّازِي فِي كِتَابِهِ الَّذِي سَمَّاهُ " تَأْسِيسَ التَّقْدِيسِ " وَيُوجَدُ كَثِيرٌ مِنْهَا فِي كَلَامِ خَلْقٍ كَثِيرٍ غَيْرِ هَؤُلَاءِ مِثْلَ أَبِي عَلِيٍّ الجبائي وَعَبْدِ الْجَبَّارِ بْنِ أَحْمَد الهمداني وَأَبِي الْحُسَيْنِ الْبَصْرِيِّ وَأَبِي الْوَفَاءِ بْنِ عَقِيلٍ وَأَبِي حَامِدٍ الْغَزَالِيِّ وَغَيْرِهِمْ - هِيَ بِعَيْنِهَا تَأْوِيلَاتُ بِشْرٍ المريسي الَّتِي ذَكَرَهَا فِي كِتَابِهِ؛ وَإِنْ كَانَ قَدْ يُوجَدُ فِي كَلَامِ بَعْضِ هَؤُلَاءِ رَدُّ التَّأْوِيلِ وَإِبْطَالُهُ أَيْضًا وَلَهُمْ كَلَامٌ حَسَنٌ فِي أَشْيَاءَ. فَإِنَّمَا بَيَّنْت أَنَّ عَيْنَ تَأْوِيلَاتِهِمْ هِيَ عَيْنُ تَأْوِيلَاتِ بِشْرٍ المريسي وَيَدُلُّ عَلَى ذَلِكَ كِتَابُ الرَّدِّ الَّذِي صَنَّفَهُ عُثْمَانُ بْنُ سَعِيدٍ الدارمي أَحَدُ الْأَئِمَّةِ الْمَشَاهِيرِ فِي زَمَانِ الْبُخَارِيِّ صَنَّفَ كِتَابًا سَمَّاهُ: (رَدُّ عُثْمَانَ بْنِ سَعِيدٍ عَلَى الْكَاذِبِ الْعَنِيدِ فِيمَا افْتَرَى عَلَى اللَّهِ فِي التَّوْحِيدِ حَكَى فِيهِ هَذِهِ التَّأْوِيلَاتِ بِأَعْيَانِهَا عَنْ بِشْرٍ المريسي.. .اهـ (10)
أخي القارئ تأمل الكلام جيدا !
فكون الجهمي متأولا لم يكن مانعا من تكفير السلف له , والدارمي رحمه الله بعد حكيه لتأويلاتهم يحكي تكفيرهم , بل إنه بوّب في قتل المرتد واستتابته
فالإجماع الذي نقله الدكتور عبدالعزيز سدده الله هنا لعله في واد وكلامنا في واد آخر
والدكتور عبدالعزيز نقل الإجماع أيضا عن ابن حزم
وابن حزم نفسه يقول : وَقَالَت أَيْضا هَذِه الطَّائِفَة المنتمية إِلَى الأشعرية أَن كَلَام الله تَعَالَى عز وَجل لم ينزل بِهِ جِبْرِيل عَلَيْهِ السَّلَام على قلب مُحَمَّد صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَإِنَّمَا نزل عَلَيْهِ بِشَيْء آخر هُوَ عبارَة عَن كَلَام الله تَعَالَى وَأَن الَّذِي نَقْرَأ فِي الْمَصَاحِف وَيكْتب فِيهَا لَيْسَ شَيْء مِنْهَا كَلَام الله وَأَن كَلَام الله تَعَالَى الَّذِي لم يكن ثمَّ كَانَ وَلَا يحل لأحد أَن يَقُول إِنَّمَا قُلْنَا إِن الله تَعَالَى لَا يزايل الْبَارِي وَلَا يقوم بِغَيْرِهِ وَلَا يحل فِي الْأَمَاكِن وَلَا ينْتَقل وَلَا هُوَ حُرُوف موصلة وَلَا بعضه خير من بعض وَلَا أفضل وَلَا أعظم من بعض وَقَالُوا لم يزل الله تَعَالَى قَائِلا لِجَهَنَّم {هَل امْتَلَأت} وقائلاً للْكفَّار {اخسؤوا فِيهَا وَلَا تكَلمُون} وَلم يزل تَعَالَى قَائِلا لكل مَا أَرَادَ تكوينه كن
قَالَ أَبُو مُحَمَّد وَهَذَا كفر مُجَرّد بِلَا تَأْوِيل وَذَلِكَ أننا نسألهم عَن الْقُرْآن أهوَ كَلَام الله أم لَا فَإِن قَالَ لَيْسَ هُوَ كَلَام الله كفرُوا بِإِجْمَاع الْأمة وَإِن قَالُوا بل هُوَ كَلَام الله سألناهم عَن الْقُرْآن أهوَ الَّذِي يُتْلَى فِي الْمَسَاجِد وَيكْتب فِي الْمَصَاحِف ويحفظ فِي الصُّدُور أم لَا فَإِن قَالُوا لَا كفرُوا بِإِجْمَاع الْأمة وَإِن قَالُوا نعم تركُوا قَوْلهم الْفَاسِد وقروا أَن كَلَام الله تَعَالَى فِي الْمَصَاحِف ومسموع من الْقُرَّاء ومحفوظ فِي الصُّدُور كَمَا يَقُول جَمِيع أهل الْإِسْلَام .اهـ (11)
وقال أيضا : لم يجز لأحد أَن يَقُول فِي الْكَافِر الْمُصدق بِقَلْبِه وَلسَانه بِأَن الله تَعَالَى حق والمصدق بِقَلْبِه أَن مُحَمَّدًا رَسُول الله أَنه مُؤمن وَلَا أَن فِيهِ إِيمَانًا أصلا إِلَّا حَتَّى يَأْتِي بِمَا نقل الله تَعَالَى إِلَيْهِ اسْم الْإِيمَان من التَّصْدِيق بِقَلْبِه وَلسَانه بِأَن لَا إِلَه إِلَّا الله وَأَن مُحَمَّدًا رَسُول الله وَأَن كل مَا جَاءَ بِهِ حق وَأَنه بَرِيء من كل دين غير دينه ثمَّ يتمادى بِإِقْرَارِهِ على مَا لَا يتم إِيمَان إِلَّا بِالْإِقْرَارِ بِهِ حَتَّى يَمُوت لَكنا نقُول أَن فِي الْكَافِر تَصْدِيقًا بِاللَّه تَعَالَى هُوَ بِهِ مُصدق بِاللَّه تَعَالَى وَلَيْسَ بذلك مُؤمنا وَلَا فِيهِ إِيمَان كَمَا أمرنَا الله تَعَالَى لَا كَمَا أَمر جهم والأشعري
قَالَ أَبُو مُحَمَّد فَبَطل هَذَا القَوْل الْمُتَّفق على تَكْفِير قَائِله وَقد نَص على تكفيرهم أَبُو عبيد الْقَاسِم فِي كِتَابه الْمَعْرُوف برسالة الْإِيمَان .اهـ (12)
فابن حزم نفسه مكفر للأشاعرة في قولهم بخلق القرآن وأيضا في إرجائهم الغالي
(ولا يظن أن في استشهادي به تسنينا له ففي الرجل ما فيه)
أليس الموضوع يحتاج إلى تأمل ؟!
(اقرأ بتمعن)
ثم إن إطلاق وصف التأويل وجعله مانعا من التكفير (في هذا السياق) أمر فيه نظر إذ أن الباعث له لم يكن اشتباه النصوص عليهم ولكن لاعتقادهم المسبق بأن كل نص فيه صفة –لم يثبتها العقل فإثباتها تشبيه وكفر
فالأحكام التي أطلقوها لم يكن للنصوص فيها يدا , بل كانت عقلية محضة ثم بعدها بحثوا في النصوص عما ظنوا أنهم يمكنهم أن يستدلوا به
قال ابن القيم رحمه الله : السبب السادس تقديم مقدمات قبل التأويل تكون كالأطناب والأوتاد لفسطاطه .. ومنها قولهم إن أدلة القرآن والسنة أدلة لفظية وهي لا تفيد علما ولا يقينا والعلم إنما يستفاد من أدلة المعقول وقواعد المنطق .اهـ (13)
قال الغزالي : كل خبر مما يشير إلى إثبات صفة للباري تعالى يُشعر ظاهره بمستحيل في العقل , نُظِرَ : إن تطرق إليه التأويل قُبِلَ وأُوِّلَ , وإن لم يندرج فيه احتمالٌ تبين على القطع كذب الناقل !!! .اهـ (14)
قال الإيجي في مواقفه : الدلائل النقلية هل تفيد اليقين ؟
قيل : لا , لتوقفه على العلم بالوضع والإرادة .اهـ
قال الجرجاني شارحا الكلام السابق : إن القول بأن الأدلة النقلية لا تفيد اليقين هو مذهب المعتزلة ((وجمهور الأشاعرة)) .اهـ
فمما سبق يتضح أن تكفيرهم كان أمرا ظاهرا جدا بل ولن يجد الشيخ فيما أحسب عن أحد من المتقدمين نفي تخطئة لمكفرهم البتة , وإنما هو أمر انبثق عند المتأخرين فقط
وعلى كل حال جزى الله الدكتور عبد العزيز الريس خيرا إذ أن في كلامه شيء من الإنصاف فقد بلينا بمن يدعي أن أحدا من العلماء لم يكفر هذه الطائفة !
وهذا المدعي لو كان ممن خفي عليه كلام من تقدم من العلماء لكان الخطب يسيرا –إلى حد- , ولكن للأسف كثير منهم اطلع على ما دون من البحوث والمقالات في المسألة , ثم بكل شجاعة يذهب ويغرد : لم يكفرهم أحد !!
تنبيه آخر :
الشيخ سدده الله في شرحه لرسالة السجزي إلى أهل زبيد في الشريط الأول الدقيقة 30 وما حولها قرر أن السلف بدعوا الواقفة واللفظية , وهذا غير صحيح ,
قال الإمام أحمد رحمه الله : قال الإمام أحمد رحمه الله كما في رسالته إلى مسدد : أجمع من أدركنا من أهل العلم أن الجهمية افترقت ثلاث فرق فقالت طائفة منهم القرآن كلام اللَّه مخلوق وقالت طائفة القرآن كلام اللَّه وسكتت وهي الواقفة الملعونة وقال بعضهم ألفاظنا بالقرآن مخلوقة فكل هؤلاء جهمية كفار يستتابون فإن تابوا وإلا قتلوا وأجمع من أدركنا من أهل العلم أن من هذه مقالته إن لم يتب لم يناكح ولا يجوز قضاؤه ولا تؤكل ذبيحته .اهـ (15)
فالإجماع على تكفيرهم
وهذا كثير في آثار السلف ولا أعلم كيف خفي ذلك على الدكتور عبدالعزيز رغم سعة اطلاعه
هذا وصل اللهم وسلم على سيدنا محمد
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
شرح أصول اعتقاد أهل السنة 2/43
كتاب إثبات الحد
المناظرة في القرآن 50
الرسالة الواضحة (مخطوط)
رسالته إلى أهل زبيد 107
الدرر السنية 3/211
الدرر السنية (1/364)
الإيمان لأبي عبيد 46
مجموع الفتاوى 7/120
مجموع الفتاوى (5/24)
الفصل في الملل والنحل (1/251)
الفصل في الملل والنحل (1/362)
الصواعق المرسلة 2/451
المنخول 286
طبقات الحنابلة 1/343
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أنهيته ولله الحمد يوم السبت بعد صلاة الظهر
٧ شوال ١٤٣٨ هـ
يا شيخ نواف وفقك الله
ردحذفالريس هذا مرجئ زنديق لا يكفر ساب الله و عابد القبر و لا معتقد وحدة الوجود و يراهم مسلمين و أن الشخص نطق بالشهادتين بدون أن يعلم معناهما و عمل بجميع ما يضادها فهو مسلم...هل هذا يسمى مسلم فضلا على أن يسمى شيخا؟