الاثنين، 5 مارس 2018

بحث حديث "من أذّن اثنتي عشرة سنة وجبت له الجنة"

قال ابن ماجه في سننه : 728- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى , وَالْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ الْخَلاَّلُ ، قَالاَ : حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ صَالِحٍ ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ ، عَنْ نَافِعٍ ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ , أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَليْهِ وسَلَّمَ قَالَ : مَنْ أَذَّنَ ثِنْتَيْ عَشْرَةَ سَنَةً , وَجَبَتْ لَهُ الْجَنَّةُ ، وَكُتِبَ لَهُ بِتَأْذِينِهِ فِي كُلِّ يَوْمٍ سِتُّونَ حَسَنَةً ، وَلِكُلِّ إِقَامَةٍ ثَلاَثُونَ حَسَنَةً.


قلت : فيه عبدالله بن صالح كاتب الليث , تفرد به عن يحيى بن أيوب , وعبدالله بن صالح كثير الغلط

وقد أعله بهذه العلة الطبراني في الأوسط , فقال بعد روايته للحديث 8733 : لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنْ نَافِعٍ إِلَّا ابْنُ جُرَيْجٍ، وَلَا عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ إِلَّا يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ، تَفَرَّدَ بِهِ: عَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَالِحٍ "

وكذلك البزار في مسنده 5933 , قال : وهذا الحديث لا نعلَمُ أحَدًا يرويه إلاَّ عَبد الله بن صالح ، عَن يَحْيَى بن أيوب ، عَن ابن جُرَيج ، عَن نافعٍ ، عَن ابن عمر.

وكذلك ابن عدي في الكامل , قال : ولاَ أَعْلَمُ رَوَى عنِ ابن جُرَيج، عَن يَحْيى بن أيوب ويحيى غير أبي صالح.

وقال أبو حاتم الرازي كما في العلل : هَذَا مُنكَرٌ جدًّا.

وقال البيهقي بعد رواية الحديث : وقد رواه يحيى بن المتوكل عن ابن جريج عمن حدثه عن نافع . قال البخاري : وهذا أشبه.اهـ

فالصحيح أن ابن جريج لم يسمعه من نافع , وإنما سمعه عن رجل عن نافع  , وهذا الرجل مبهم لم يذكر اسمه , وهذه علة أخرى

وقال الحاكم في المستدرك : 737 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحِ بْنِ هَانِئٍ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مِهْرَانَ، ثنا أَبُو الطَّاهِرِ، وَأَبُو الرَّبِيعِ، قَالَا: ثنا ابْنُ وَهْبٍ، أَخْبَرَنِي ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي جَعْفَرٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: «مَنْ أَذَّنَ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ سَنَةً، وَجَبَتْ لَهُ الْجَنَّةُ، وَكُتِبَ لَهُ بِكُلِّ أَذَانٍ سِتُّونَ حَسَنَةً وَبِكُلِّ إِقَامَةٍ ثَلَاثُونَ حَسَنَةً»

تفرد به عبدالله بن لهيعة عن عبيد الله بن أبي جعفر , وعبدالله بن لهيعة ضعيف

قال البُخاريُّ: قال الحُميدي، عن يَحيَى بن سَعيد: كان لا يَراه شَيئًا.
قال عبدالرحمن ابن مَهدي : ما أَعتَد بِشَيء سمعتُه مِن حَديث ابن لَهيعَةَ, إِلاَّ سَماع ابن المُبارك ونحوهِ.
((قلت : لا يعني هذا جواز الاحتجاج بحديثه من رواية ابن المبارك فقد  قال عَبد الرَّحمَن بن مَهديّ, وقيل لَه: تَحْمِل عن عَبد الله بن يَزيد القَصير، عن ابن لَهيعَة، فقال عَبد الرَّحمَن : لا أَحمِل عن ابن لَهيعَة قَليلاً ولا كَثيرًا، ثُم قال عَبد الرَّحمَن: كَتَب إِلَي ابن لَهيعَة كِتابًا فيه: حَدثنا عَمرو بن شُعَيب، قال عَبد الرَّحمَن: فَقَرَأتُه على ابن المُبارك، فأَخرَجَه إِلَي ابن المُبارك مِن كِتابه عن ابن لهيعة، قال: أَخبَرني إِسحاق بن أَبي فَروة، عن عَمرو بن شُعَيب))
قال يَحيَى بن مَعِين : ابن لَهيعَة يُكتَب عنه ما كان قَبل احتِراق كُتُبه.
((أقول : أيضا لا يعني التصحيح والاحتجاج البتة , فقد قال عنه : لا يُحتَج بِحَديثه. وقال : عَبد الله بن لَهيعَة الحَضرَميّ, ضَعيفٌ. وقال : لَيس بِقَوي في الحَديث.اهـ أقول : وإنما عنى بقوله : يُكتب عنه . أي للاعتبار والله أعلم)). والاعتبار في عُرف المتقدمين لا يعنون به الجمع بين المتابعات والشواهد لتصحيح الحديث أو تحسينه  بل يعنون : يُنظر في حديثه ويعضد به المعنى العام للباب

ومن صحح الحديث إنما صححه بمجموع الطريقين السابقين , وهذا أمر لا يستقيم مع كون الطريق الأول خطأ أصلا ! , فالخطأ يعني منكر , والمنكر كما قال الإمام أحمد : أبدا منكر .

فالحفاظ قد تواردوا على تضعيفه والحكم بخطئه , والرواية التي أخرجها الحاكم يستحيل أن تخفى عليهم وتظهر للحاكم ويكون بها الحديث صحيحا !

وهم تنكبوا عنها ولم يعتبروا بها لمعرفتهم أنها أيضا خطأ كما تبين .

هذا وصل اللهم وسلم على سيدنا محمد

أتممته ولله الحمد
يوم الخميس 13 جمادى الآخرة 1439
قبل صلاة المغرب



هناك تعليق واحد: