قال الطبري في تاريخه (٤٥٨/٤) : تب إلي علي بن أحمد بن الحسن العجلي أن الحسين بن نصر العطار، قال: حدثنا أبي نصر بن مزاحم العطار، قال: حدثنا سيف بن عمر، عن محمد بن نويرة وطلحة بن الأعلم الحنفي قال: وحدثنا عمر بن سعد، عن أسد بن عبد الله، عمن أدرك من أهل العلم، إن عائشة رضي الله عنها لما انتهت إلى سرف راجعة في طريقها الى مكة، لقيها عبد بن أم كلاب- وهو عبد بن أبي سلمة، ينسب إلى أمه- فقالت له: مهيم؟ قال: قتلوا عثمان رضي الله عنه، فمكثوا ثمانيا، قالت: ثم صنعوا ماذا؟ قال: أخذها أهل المدينة بالاجتماع، فجازت بهم الأمور إلى خير مجاز، اجتمعوا على علي بن أبي طالب فقالت: والله ليت أن هذه انطبقت على هذه إن تم الأمر لصاحبك! ردوني ردوني، فانصرفت إلى مكة وهي تقول: قتل والله عثمان مظلوما، والله لأطلبن بدمه، فقال لها ابن أم كلاب: ولم؟ فو الله إن أول من أمال حرفه لأنت! ولقد كنت تقولين: اقتلوا نعثلا فقد كفر، قالت: إنهم استتابوه ثم قتلوه، وقد قلت وقالوا، وقولي الأخير خير من قولي الأول، فقال لها ابن أم كلاب:
فمنك البداء ومنك الغير ... ومنك الرياح ومنك المطر
وأنت أمرت بقتل الإمام ... وقلت لنا إنه قد كفر
فهبنا أطعناك في قتله ... وقاتله عندنا من أمر
ولم يسقط السقف من فوقنا ... ولم تنكف شمسنا والقمر
وقد بايع الناس ذا تدرإ ... يزيل الشبا ويقيم الصعر
ويلبس للحرب أثوابها ... وما من وفى مثل من قد غدر
فانصرفت إلى مكة فنزلت على باب المسجد فقصدت للحجر، فسترت واجتمع إليها الناس، فقالت: يا ايها الناس، ان عثمان قتل مظلوما، وو الله لأطلبن بدمه.
قلت :هذه الرواية التي يطعن بها الرافضة على أم المؤمنين رضي الله عنها موضوعة وفي سندها عدة علل:
الأولى: سيف بن عمر التميمي، قال عنه أبو حاتم الرازي كما في الجرح والتعديل ١١٩٨: متروك الحديث، وقال عنه يحيى بن معين: ضعيف. اهـ
وقال عنه ابن الجوزي في الموضوعات (٢٢٣/١): متهم بوضع الحديث. اهـ
والثانية: فيه عمر بن سعد البصري قاتل ريحانة رسول الله الحسين رضي الله عنه، سئل عنه يحيى بن معين كما في الجرح والتعديل (١١٢/٦) فقال: كيف يكون قاتل الحسين ثقة. اهـ
وفيه نصر بن مزاحم، قال عنه أبو حاتم كما في الجرح والتعديل ٢١٤٣: واهي الحديث، متروك الحديث لا يكتب حديثه كان شبه عريف. اهـ
قال الجوزجاني في أحوال الرجال 109: كان زائغا عن الحق مائلا. اهـ
قال أبو الفتح محمد بن الحسين الحافظ كما في تاريخ بغداد (٣٨٢/١٥): نصر بن مزاحم غال في مذهبه، غير محمود في حديثه. اهـ
وقد نبه الخطيب أن مذهبه كان الرفض.
والحديث في إسناده إبهام، حيث قال أسد بن عبد الله: حدثني بعض أهل العلم أن عائشة رضي الله عنها… إلخ. وأسد هذا ليس له كبير رواية، ولم أجد من الأئمة من تكلم عنه، فحديث اجتمعت فيه هذه العلل أنى له أن يقبل.
وصل اللهم وسلم على سيدنا محمد.
فمنك البداء ومنك الغير ... ومنك الرياح ومنك المطر
وأنت أمرت بقتل الإمام ... وقلت لنا إنه قد كفر
فهبنا أطعناك في قتله ... وقاتله عندنا من أمر
ولم يسقط السقف من فوقنا ... ولم تنكف شمسنا والقمر
وقد بايع الناس ذا تدرإ ... يزيل الشبا ويقيم الصعر
ويلبس للحرب أثوابها ... وما من وفى مثل من قد غدر
فانصرفت إلى مكة فنزلت على باب المسجد فقصدت للحجر، فسترت واجتمع إليها الناس، فقالت: يا ايها الناس، ان عثمان قتل مظلوما، وو الله لأطلبن بدمه.
قلت :هذه الرواية التي يطعن بها الرافضة على أم المؤمنين رضي الله عنها موضوعة وفي سندها عدة علل:
الأولى: سيف بن عمر التميمي، قال عنه أبو حاتم الرازي كما في الجرح والتعديل ١١٩٨: متروك الحديث، وقال عنه يحيى بن معين: ضعيف. اهـ
وقال عنه ابن الجوزي في الموضوعات (٢٢٣/١): متهم بوضع الحديث. اهـ
والثانية: فيه عمر بن سعد البصري قاتل ريحانة رسول الله الحسين رضي الله عنه، سئل عنه يحيى بن معين كما في الجرح والتعديل (١١٢/٦) فقال: كيف يكون قاتل الحسين ثقة. اهـ
وفيه نصر بن مزاحم، قال عنه أبو حاتم كما في الجرح والتعديل ٢١٤٣: واهي الحديث، متروك الحديث لا يكتب حديثه كان شبه عريف. اهـ
قال الجوزجاني في أحوال الرجال 109: كان زائغا عن الحق مائلا. اهـ
قال أبو الفتح محمد بن الحسين الحافظ كما في تاريخ بغداد (٣٨٢/١٥): نصر بن مزاحم غال في مذهبه، غير محمود في حديثه. اهـ
وقد نبه الخطيب أن مذهبه كان الرفض.
والحديث في إسناده إبهام، حيث قال أسد بن عبد الله: حدثني بعض أهل العلم أن عائشة رضي الله عنها… إلخ. وأسد هذا ليس له كبير رواية، ولم أجد من الأئمة من تكلم عنه، فحديث اجتمعت فيه هذه العلل أنى له أن يقبل.
وصل اللهم وسلم على سيدنا محمد.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق