الثلاثاء، 6 أكتوبر 2015

أقسام المضافات إلى الله تعالى .

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن اتبع هداه

 

أما بعد

 

فإن المضافات إلى الله سبحانه وتعالى تنقسم إلى ثلاثة أقسام 

 

1- إضافة صفة إلى موصوف : (خلقت بيدي) , (تجري بأعيننا) , (يضع فيها قدمه)

 

2- إضافة تشريف : (ناقة الله) , (بيوت الله) .

 

3- إضافة إيجاد : أعداء الله  

 

نعرف أن المضاف صفة لله بكونه لا يقوم بنفسه كالعلم واليد والعين (إضافات تحتاج إلى شخص لتقوم به)

 

ونعرف أنه إضافة تشريف أو إيجاد بكون المضاف يقوم بنفسه كالبيت والناقة والإنس والجن (إضافات لا تحتاج إلى شخص لتقوم به) .

 

ونفرق بين التشريف والإيجاد بـــــ : أن هناك مضافات إلى الله لا نستطيع أن نقول أن الله شرفها كـــ : أعداء الله , منكرو الإله ..

 

وللمزيد من الإيضاح

 

قال الإمام ابن القيم رحمه الله في كتاب (الروح) : فَيَنْبَغِي أَن يعلم أَن الْمُضَاف إِلَى الله سُبْحَانَهُ نَوْعَانِ 

 

1- صِفَات لَا تقوم بأنفسها كَالْعلمِ وَالْقُدْرَة وَالْكَلَام والسمع وَالْبَصَر فَهَذِهِ إِضَافَة صفة إِلَى الْمَوْصُوف بهَا فَعلمه وَكَلَامه وإرادته وَقدرته وحياته صفات لَهُ غير مخلوقة وَكَذَلِكَ وَجهه وَيَده سُبْحَانَهُ .

 

2- وَالثَّانِي إِضَافَة أَعْيَان مُنْفَصِلَة عَنهُ كالبيت والناقة وَالْعَبْد وَالرَّسُول وَالروح فَهَذِهِ إِضَافَة مَخْلُوق إِلَى خالقه ومصنوع إِلَى صانعه لَكِنَّهَا إِضَافَة (تَقْتَضِي تَخْصِيصًا وتشريفا يتَمَيَّز بِهِ الْمُضَاف عَن غَيره) كبيت الله وَإِن كَانَت الْبيُوت كلهَا ملكا لَهُ وَكَذَلِكَ نَاقَة الله والنوق كلهَا ملكه وخلقه (لَكِن هَذِه إِضَافَة إِلَى إلهيته تَقْتَضِي محبته لَهَا وتكريمه وتشريفه , بِخِلَاف الْإِضَافَة الْعَامَّة إِلَى ربوبيته حَيْثُ تَقْتَضِي خلقه وإيجاده) فالإضافة الْعَامَّة تَقْتَضِي الإيجاد والخاصة تَقْتَضِي الِاخْتِيَار وَالله يخلق مَا يَشَاء ويختار مِمَّا خلقه كَمَا قَالَ تَعَالَى {وَرَبك يخلق مَا يَشَاء ويختار} ... فَتَأمل هَذَا الْموضع فَإِنَّهُ يخلصك من ضلالات كَثِيرَة وَقع فِيهَا من شَاءَ الله من النَّاس .انتهى

 

تأمل قوله رحمه الله :

1- فالإضافة العامة تقتضي الإيجاد . (أي إضافة إيجاد)
2- والخاصة تقتضي الاختيار . (أي إضافة تشريف . اختيار للتشريف)

 

وممن زل في هذه المسألة

 

الجهمية : زعموا أن كل ما أضيف لله فهو إضافة مخلوق إلى خالق , فإن قلت علم الله وكلام الله , قالوا هي مثل بيت الله وناقة الله !! (وهذا مبني على نفيهم للصفات)

 

الصوفية : زعموا أن كل ما أضيف لله فهو من إضافة صفة إلى موصوف . فإن قلت بيت الله وناقة الله ’ قالوا : هي مثل يد الله وعلم الله !! (وهذا مبني على قولهم بوحدة الوجود) 

 

 

هذا وصل اللهم وسلم على سيدنا محمد

 

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق