الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن اتبع هداه
أما بعد
فهذه قاعدة مهمة ذكرها شيخ الإسلام رحمه الله في الرسالة التدمرية
وهي أن نفي صفة النقص عن الله تعالى لا يكون مدحا إلا إذا أثبتنا كمال ضدها
قال شيخ الإسلام رحمه الله : وينبغي أن يعلم أن النفي ليس فيه مدح ولا كمال إلا إذا تضمن إثباتا .
وقال : فلهذا كان عامة ما وصف الله به نفسه من النفي متضمنا لإثبات مدح .
وقال : وإذا تأملت ذلك وجدت كل نفي لا يستلزم ثبوتا هو مما لم يصف الله به نفسه .
قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله في شرح العقيدة السفارينية : هل الله تعالى متصف بصفات هي نفي محض ؟
الجواب : لا ،
صفات الله تعال المنفية متضمنة لثبوت كمال فيجب أن نؤمن بأنها متضمنة لثبوت كمال ،
لأنها يراد بها بيان كمال الصفة المضادة فلا يظلم الله شيئاً ،
"إن الله لا يظلم الناس شيئا" ، لكمال عدله ،
فهذا النفي إنما هو من أجل كمال الضد ،
قد يكون في الإنسان عدل لكن يكون فيه أيضاً ظلم ،
فيقال : فلان عدل ، لكن ظلم في القضية الفلانية ،
فلا ينتفي عنه الظلم .انتهى
وللمزيد من البيان نضرب مثالين :
مثال1 : قال تعالى "لا تأخذه سنة ولا نوم" فنفى السنة(النوم الخفيف) والنوم فهاتين صفتي نقص منفيتين يلزم من نفيهما عن الله تعالى إثبات كمال ضدهما , فنثبت كمال الحياة والقيومية لله تعالى .
مثال2 : قال تعالى "ولقد خلقنا السماوات والأرض وما بينهما في ستة أيام وما مسنا من لغوب" فنفى الله تعالى عن نفسه اللغوب(التعب والإعياء) إذاً نثبت لله من هذا النفي كمال القدرة والقوة .
فائدة مهمة : نفي الظلم عن الله لأنه حرمه على نفسه وليس لأنه غير قادر عليه , فإن الله تعالى قال كما في الحديث القدسي "إني حرمت الظلم على نفسي" قال : ((حرمت)) , ولو كان سبحانه غير قادر عليه ؛ فكيف يحرم على نفسه سبحانه ما هو ليس بقادر عليه ؟!!!
وأما أهل الكلام فينفون قدرة الله على الظلم (فتأمل الخطل) .
هذا وصل اللهم وسلم على سيدنا محمد
جميل
ردحذفبارك الله فيك
جزاك الله خيرا وبارك الله فيك وفي علمك
ردحذف